- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
إليكم هذه الأعداد في القرآن الكريم والهدف منها:
أيها الأخوة الكرام, مما يلفت النظر في القرآن الكريم؛ أن الآيات التي تتحدث عن العلم وعن مشتقات العلم تزيد عن سبعمئة واثنتين وثمانين آية، وآن الآيات التي تتحدث عن المعرفة هي تسع وعشرون آية، فإذا جمعنا آيات العلم مع آيات المعرفة يكون المجموع ثمانمئة وإحدى عشرة آية.الشيء الذي يلفت النظر؛ أن آيات الإيمان في القرآن الكريم هي ثمانمئة آية وإحدى عشرة, ماذا نفهم من هذا التطابق العجيب بين آيات العلم والمعرفة, وبين آيات الإيمان؟ قد نستنبط من ذلك أن الإيمان طريقه العلم والمعرفة، وأن الله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار, ولكن العقول تصل إليه من خلال آثاره التي بثها في الكون.
إليكم أسرار هذه الآية:
أيها الأخوة, من هذه الآيات التي بين جنبينا: أن أجسامنا, وأجسام الكائنات الحية مؤلفة من أصغر وحدة وظيفية ألا وهي الخلية، ليست الخلية وحدة بناء بل هي وحدة وظيفية، البناء أقل من خلية, وحدة البناء أقل من وحدة الوظيفة.
أيها الأخوة الكرام, في جسم الإنسان مئة ترليون خلية، يعني مئة ألف ألف مليون , ألم يقل الله عز وجل:
﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ﴾
الكرية الحمراء من الخلايا الكبيرة جداً, لا نستطيع أن نراها إلا تحت مجهر تكبيره مئة وأربعون مرة, أي إذا كبرت الكرية الحمراء مئة وأربعين مرة يمكن أن نراها صغيرة صغيرة بأعيننا الطبيعية, أما وزن هذه الخلية فلا يزيد عن واحد من مليار من الغرام, أي مليار خلية وزنها غرام واحد, فهذه الخلية هي أصغر وحدة وظيفية في الإنسان.
من يصدق؛ أن الجسم يستهلك في كل ثانية مئة وخمساً وعشرين مليون خلية, وأن الجسم يولد في كل ثانية مئة وخمساً وعشرين مليون خلية, وأنتم لا تدرون! وأنتم لا تشعرون! يتجدد الإنسان كل سبعة أيام تجديد كاملاً، إلا خلايا الدماغ وخلايا القلب، فلحكمة بالغة بالغة لا تتبدل, ولو تبدلت لفقدنا اختصاصنا، لو تبدلت لفقدنا شهادتنا، لو تبدلت لفقدنا خبراتنا، لو تبدلت لفقدنا ذاكرتنا، كما تمسح الذاكرة من جهاز الحاسوب.
أيها الأخوة الكرام, يولد في كل ثانية منها اثنين ونصف مليون من كريات الدم الحمراء، ويموت في الثانية الواحدة العدد نفسه، هذا معنى قول الله تعالى:
﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ﴾
نحن لا نرى الخلية, ولا نرى نواتها, ولا نرى الغشاء, ولا نرى المورثات التي فيها معلومات تزيد عن خمسة آلاف مليون معلومة في المورثات فقط، وقد عرف العلماء منها مئات فقط, تحوي المورثات التي في النوية خمسة آلاف مليون معلومة، والنوية هي الجسم الصغير الذي في وسط النواة ليست الخلية.
هذا كله فيما لا نبصر، نحن نبصر إنساناً سوياً، نبصر جلداً، نبصر عيناً، أما الوحدة الوظيفية للكائن الحي، هذه الحديث عنها يطول, والدخول في أسرارها شيء لا يصدق، ولكنه واقع, وهو شيء أصبح بديهياً عند طلاب الجامعات، يدرسون الخلية في كل كليات العلوم, يدرسون سنة بكاملها عن الخلية، وعن تركيبها, ووظيفتها, وخصائصها, وعن خصائص غلافها, وعن خصائص نويتها، وعن خصائص الحموض الأمينية فيها.
الخاتمة:
أيها الأخوة الكرام, إن أقصر طريق إلى الله, وإن أوسع باب إليه هو الكون، قال الله تعالى:
﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾